اللذة .. الآنية، والنهم في معرفة ما لدى الآخرين، ومن عجب أنك لا تجد أحدًا- حين المناقشة- يخالفك الرأي في الأثر السيء لسماع الغناء والخنى، والنظر إلى المشاهد المثيرة للغرائز والعواطف، في أي وسيلة وعبر أي قناة ... ومع ذلك تحس بالإصرار على الخطأ أحيانًا، وتحس بالتجاهل لنتائج الدراسات العلمية لهذه البرامج على النشء مستقبلاً، لا أعتقد أن البعض جاهل إلى هذه الدرجة، والمأساة لا تحل به وحده، بل تطبع جيلاً من أبنائه وأبناء غيره لا هم لهم إلا ضياع الأوقات في زبالات الأفكار الواردة، والاستجابة لتربية الغرباء بدلاً من تربية الأمهات والآباء، وإنما القضية ضعف في اتخاذ القرار وانشطار في القوامة على البيوت بين الرجال والنساء وهي تحتاج لنوع من التفاهم لما فيه الخير، ونوع من التعاون على البر والتقوى لما فيه الرشد والفلاح، وسيحس الأبوان حينها بإشراق البيوت بنور الله، وامتلاء القلوب بذكر الله، وستفر الشياطين كالحمر المستنفرة، وستحل محلها الملائكة تشهد الخير وتنزل معها السكينة والرحمة، والفرق بين الحالتين كبير، والتجربة أكبر برهان.
يا أمة القرآن، وليس يخفى أن من العوامل الخطيرة لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا صيحات المنافقين، ودعوات العلمانيين، ومن سار في ركبهم لتحرير المرأة من كل حشمة ووقار، ومطالبتها بالخروج والاختلاط بالرجال وهي دعوات مبطنة تتخذ أساليب عدة- ليس هذا موضع تفصيلها- لكني أنبه إليها بإجمال ليحذر المؤمنون والمؤمنات أولئك الذين يخرجون باسم التقدم والحضارة، وباسم حماة المرأة والمهتمين بقضاياها، والله أعلم بما يبطنون، ولقد بلغت المرأة في بلادنا بفضل الله مبلغًا من العلم والوعي لم تعد فيه تنخدع أو تستجيب لهذه الدعوات التي يُعْرَف أصحابُها في لَحْن قولهم: {أَمْ حَسِبَ