للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقسام الناس مع المنكرات .. والأندية النسائية (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

إخوة الإسلام والمتأمل في سنن الله في الكون، وفي أحوال البلاد والعباد ينتهي نظره إلى وجود الأخيار والأشرار قديمًا وحديثًا، وثمة أبرار وفجار، وسابقون إلى الخيرات بإذن ربهم، وظالمون لأنفسهم بتقحم المعاصي والسيئات، وحيثما وجد الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فثمة من يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ومع الصالحين مفسدون في الأرض، وكذلك يوجد الخبيث والطيب.

ومن سنن الله في القديم والحديث وجود الهدى والضلال، والصلاح والفساد، والحق والباطل، والاستقامة والانحراف .. ولكن ومهما اختلت الموازين في تقييم الأشياء والأشخاص فيبقى ميزان الحق تعالى عدلًا، وحكم الله صدقًا فلا يستوي الخبيث والطيب- ولو أعجبك كثرة الخبيث- ولا يستوي المؤمنون والفساق {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ} كما لا يستوي المتقين والفجار {أم نجعل المتقين كالفجار} و {لا يستوي أصحاب الجنة وأصحاب السعير} وإذا كانوا لا يتساوون في الآخرة فهم كذلك في الدنيا {أمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: ٢١] وكما أنه لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينال الفجار منازل الأبرار (٢).


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٥/ ٦/ ١٤٣٠ هـ.
(٢) (تفسير ابن كثير ٤/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>