للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحينما قيل لعائشة أن حسانًا شارك في حديث الإفك اعتذرت عنه وقالت أليس هو الذي يقول:

فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وفاء (١)

ومما ينبغي أن يعلم أن الحملة المرجفة وتهم عائشة بالفاحشة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقها بالتهمة طاهرون وطاهرات، فيوسف عليه السلام قيل عنه {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ومريم قال لها قومها: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}.

قال القرطبي: قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف عليه السلام لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد، وأن مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى صلوات الله عليه، وإن عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن، فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي برأها الله بكلامه من القذف والبهتان (٢).


(١) (الاستيعاب ١٣/ ٩٢).
(٢) (الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ٢١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>