إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله اتقوا الله حق التقوى واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا ألا وإن تقوى اللهِ أمانٌ من كل خوف، وغنى ما بعده فقر، وسعادة لا شقوة فيها -ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب- ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا.
أيها المسلمون عاد حجاجُ بيت الله بعد أن طوفوا بالبيت العتيق، وقفوا على صعيد عرفات خاشعين متذللين مبتهلين إلى الله والله غنيٌّ كريم أفاضوا من حيث أفاض الناس وذكروا اللهَ عند المشعرِ الحرام، ورموا الجمار، وتقربوا إلى الله بالهدي وهم على يقين أن الله لن يناله شيء من لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى مِنكم.
ألا ما أعظم رحلةَ الحج حين تذكرُ المسلم بقضايا العقيدة الكبرى فالتوحيدُ الخالصُ شعارُ الحجاجِ من أولِ وهلة وهم يُلبون عند عقد الإحرام «لبيك اللهم
(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٨/ ١٢/ ١٤١٧ هـ.