من قومٍ بالسوق بست مائة درهم فأسلموه إليَّ وأخذوا دراهمي، حتى إذا سرتُ بغلامي أدركوني فأخذوا غلامي ومنعوني دراهمي، فقال لهم النجاشي
لتعطينه دراهمه أو ليُسلمَنَّ غلامَه في يده، فليذهبن به حيثُ يشاء؟ قالوا: بل نعطيه دراهمَه .. فذلك حين يقول النجاشي: ما أخذ اللهُ مني الرشوة حين ردَّ عليَّ ملكي فآخذ الرشوة فيه (١).
أيها المسلمون هذه وقفةٌ عاجلة عند حدثٍ من أحداثِ السيرة، وكم في قصص الماضين من عبرة وكم فيها من تسليةٍ للنفس وتسرية، وما أحوج المسلمين لقراءة السيرةِ النبوية قراءةً واعيةً وفيها دروسٌ عظيمة، وسيرةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وهديُه هي الطريقُ الآمنُ لمسيرةِ الأمة، وهي السبيلُ السويُّ لنشر هذا الدين، وقبل ذلك فهي النموذجُ الحي للثبات على هذا الدين وفهمِه فهمًا صحيحًا، اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بمواطنِ الضعفِ في نفوسنا، وأعنّا على الاقتداءِ بسنة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، هذا وصلوا ...