للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله القوي العزيز، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

أيها المؤمنون، وأيام الله دول وحيث تقلبت بلاد الشام بين عز المسلمين، وذل الباطنيين فقد شاء الله وقدر أن تقع أرض الشام (دمشق وما حولها) في هذا الزمان في قبضة (النصيرية) فمن هم النصيرية وما جرأهم ضد المسلمين؟ هي فرقة تنسب إلى مؤسسها وهو الشيعي محمد بن نصير المتوفى سنة ٢٦٠ هـ وكان من أتباع الحسن العسكري، وقد ادعى النبوة ويقول بالتناسخ والحلول وتأليه الأئمة (كما ذكر ذلك النوبختي في فرق الشيعة/ ٧٨) وفي عقائدهم (النصيرية) وتأثر بعقائد النصارى، ويعتقدون أن عليًا رضي الله عنه إلهًا- تعالى الله- (١). وقد سئل عن (النصيرية) شيخ الإسلام: ما تقول السادة العلماء في النصيرية القائلين باستحلال الخمر، وتناسخ الأرواح، وقِدم العالم، وإنكار البعث والنشور، والجنة والنار في غير الحياة الدنيا، وبأن الصلوات الخمس عبارة عن خمسة أسماء وهي: علي، وحسن، وحسين، ومحمد، وفاطمة .. إلخ ما ذكر السائل من أوصافهم فأجاب الشيخ: هؤلاء القوم المسمون بـ (النصيرية) هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية، أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين إلى أن قال: ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهم أتباع أبي شعيب محمد بن نصير، وكان من الغلاة الذين يؤلهون عليًا (٢).


(١) (تاريخ الإسلام حسن إبراهيم ٤/ ٢٦٦)
(٢) (الفتاوى ٣٥/ ١٤٥ - ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>