للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكفر والبغض لأهل الإسلام، وهؤلاء كانت بدايتهم بالدولة العبيدية التي انطفأ نور الإسلام والإيمان في زمنها في بلاد المسلمين، بل قال بعض العلماء: أنها كانت دار ردة ونفاق كدار مسيلمة الكذاب (١).

وتحدث العلماء عن عداوة هؤلاء الباطنية لأهل الإسلام، حتى أعلنوا سب الصحابة في منابرهم، وكان العلماء يخافون من رواية الأحاديث النبوية في زمنهم خوفًا من القتل، حتى قرر شيخ الإسلام أنهم قتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم وألا يحصي عدده إلا الله، ومن هنا حكم الشيخ على هؤلاء الباطنية (المسمون تارة بالقرامطة وأخرى بالنصيرية، أو القرامطة) بالكفر والضلال، وقال أنهم أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وقال أن ضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين كالتتار والفرنج وغيرهم (٢).

إخوة الإسلام وحيث قرر شيخ الإسلام وغيره فساد عقائد هؤلاء الباطنية، وبغضهم للإسلام الحق وأهله فقد قرر الشيخ أن جهاد هؤلاء الباطنية وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات .. واعتبر الشيخ جهادهم من جنس جهاد المرتدين الذين قاتلهم الصديق وسائر الصحابة معه (٣).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.


(١) (الفتاوى ٣٥/ ١٣٩).
(٢) (الفتاوى ٣٥/ ١٤٩، ١٥٠).
(٣) (الفتاوى ٣٥/ ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>