للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخاطر تهدد الأسرة (١)

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، وكان فيما أنزل قوله تعالى: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} (٢).

أحمده تعالى وأشكره إذ جعل البيوتَ سكنًا نأوي إليها ونستتر بها وننتفع بها سائر وجوه الانتفاع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شاءَ وقدَّر أن تكون البيوتُ مكان ستر المرأة وصيانتها، فقال تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} (٣)، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أخبر عن مسئولية الرجل في رعاية أهل بيته فقال: ((إن الله تعالى سائلٌ كل راع عما استراعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)) (٤).

اللهم صلَّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ألا فاتقوا الله عبادَ الله، وارعوا الواجبات التي استرعاكم الله إياها، وهو يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (٥).

عبادَ الله! حديثُ اليومِ استكمالٌ للحديث السابق، وإذا كان الحديث فيما مضى


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٨/ ١٠/ ١٤١٧ هـ.
(٢) سورة النحل، آية: ٨.
(٣) سورة الأحزاب، آية: ٣٣.
(٤) حديث حسن رواه النسائي، وابن حبان (صحيح الجامع الصغير ٢/ ١١٤).
(٥) سورة آل عمران، آية: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>