للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن بناءِ الأسرةِ المُسلمة، فحديث ليوم عن المخاطر التي تحيط بهذه الأسرة وسبل الوقاية منها.

ولا شك أن هذه المخاطر منها ما نتسبب فيها لأنفسنا، ومنها ما هو من كيد أعدائِنا ويندرج ضمن محاربتهم لعقيدتنا وأخلاقنا، ولا يسوغ لنا دائمًا أن نبرر لأخطائنا، أو نحيل على عدونا في أمورٍ نعلم أن بإمكاننا علاجها والوقاية منها بقوة إرادتنا، كما لا يسوغ لنا أن نستسلم لكيد الأعداء وننفذ عالمين أو جاهلين مخططات المكر والفساد التي يصدرون لنا، ونحن أمة يفترض فينا أن نؤثر في الآخرين وأن نزرع فيهم الخير، بدل أن تكون بلاد المسلمين سوقًا تروج فيها البضاعة الكاسدة، أو تصدر إليها زبالات الأفكار، ونتن الحضارات الفاسدة.

أيها المسلمون! من هذه المخاطر الداخلية ضعفُ الدين وتضييع الأمانة وإذا ضاع الإيمانُ فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينًا، وإذا كانت المرأة تنكح لعدةِ أغراضٍ: لجمالها ومالها، ولحسبها ولدينها، فوصية الرسول صلى الله عليه وسلم واضحة لذات الدين، هو يقول: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك)) (١) والتحذير واردٌ من ((خضراءِ الدمن)) وهي المرأة الحسناءُ في منبت السوء.

وقد ينبت المرعي على دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هي (٢)

وضعف الدين، وتضييع الأمانة، والإعراض عن ذكر الله خطرٌ عظيم يهدد الأسرة بالضياع، وتضيع معه التربية النافعة للأسرة من بنين وبنات وننسى الأهداف الجليلة لقيام الأسرة المسلمة، وهو سببٌ لحياة الضنك والشقاء، سواء كان ذلك


(١) متفق عليه.
(٢) المقاصد الحسنة، للسخاوي، وقد أشار إلى ضعف الحديث ص ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>