للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ناصرِ دينهِ، ومعلي كلمته، ومعزِّ أوليائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حكم بنصرةِ رسلهِ والمؤمنين لا معقب لحكمه. ولكن نَصره مستلزمٌ لنصرة دينه والإيمان به {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} (١)، {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} (٢).

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ابتلاه ربُّه وأصحابَه، ثم أنزل عليهم النصر حين اكتملت أسبابُه، ومكن لهم في الأرض بعد أن صدقوا وصبروا في جهاده، ولو شاء ربُّك لنصرهم ومكنهم من قبل، ولكن سنةَ الله ماضيةٌ في الأولين والآخرين.

{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (٣).

اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

عبداَ الله .. لا ينفك شهرُ اللهِ المحرم، وعاشوراء على الأخص، عن قصةِ موسى عليه السلام- وليس في القرآن أعظمُ وأطولُ منها- وليس في أنبياءِ بني إسرائيل أعظمُ من موسى ولا أكثرُ أتباعً منه، وله من القوة العظيمة في إقامةِ دين الله والدعوة إليه، والغيرةِ العظيمة ما ليس لغيره، وزمانُه الذي عاش فيه من أشدِّ الأزمان، وفرعونُ المعاصرُ من أشدِّ الطغاة.

وهنا لابد من وقفة عند بعضِ الفوائد المستنبطةِ نصًّا، أو ظاهرًا، أو تعميمًا، أو


(١) سورة محمد، آية: ٧.
(٢) سورة الروم، آية: ٤٧.
(٣) سورة العنكبوت، الآيتان: ٢، ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>