للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبرة في هجرة الحبشة (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى وسائر الأنبياء والمرسلين وارض اللهم عن صحابته أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (٣).

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

أما بعد إخوةَ الإسلام فما أروع سيرةَ النبيِّ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه، حين تُطالع أو تُروى، والمسلمون يجدون فيها في كلِّ زمَانٍ ومكان المرشدَ الهادي في حالِ عزِّهم وسؤددهم كما يجدون فيها السلوى وطرائق للثباتِ في حالِ ضعفِهم وتسلطِ الأعداء عليهم.

ولاشك أن الحديث عن محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ عن خير البرية والحديثُ عن صحابته حديثٌ عن خير القرون، وسأتذكر وإياكم نموذجًا للفتنة التي أصابت


(١) ألقيت هذه الخطبة في ١٩/ ١١/ ١٤١٧ هـ.
(٢) سورة الحشر، آية: ١٨.
(٣) سورة آل عمران، آية: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>