للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

إخوة الإسلام من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ويهديه للإسلام وقد أراد الله لأبي محذورة خيرًا، أما أخوه (أنيس) فقد قتل ببدر كافرًا (١).

أما أبو محذورة فهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومؤذن المسجد الحرام أسلم في قصة طلب النبي صلى الله عليه وسلم له حين كان يحاكي الآذان استهزاء، فأسلم يومئذ، كما قال ابن عبد البر (٢) أما ابن سعد فقال: أسلم أبو محذورة يوم فتح مكة، وأقام بمكة ولم يهاجر (٣).

وقال الواقدي: كان أبو محذورة يؤذن بمكة إلى أن توفي سنة تسع وخمسين، فبقي الآذان في ولده وولد ولده إلى اليوم بمكة (٤).

وهذا يعني أن أبا محذورة بقي مؤذنًا قرابة نصف قرن .. وبقي الآذان في ولده قرابة قرنين من الزمان إلى زمن الرشيد العباسي (٥) كم في الآذان من فضائل .. وكم للمؤذنين من فضل، فهم أطول الناس أعناقًا يوم القيامة، والشجر والحجر والإنس والجن، والرطب واليابس يشهد لهم يوم القيامة (٦).

وبشراكم معاشر المؤذنين بهذا الحديث: «من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، وبإقامته ثلاثون حسنة (٧).

وهنيئًا لكم- معاشر المؤذنين- وأنتم أول داخل للمسجد، تذكرون الغافل


(١) (الاستيعاب بهامش الإصابة ١٢/ ١٣٣).
(٢) (السابق ١٢/ ١٣٤).
(٣) (الطبقات ٥/ ٤٥٠).
(٤) (الطبقات/ ٤٥٠).
(٥) (جمهرة أنساب العرب/ ١٦٣)
(٦) (الفتح ٢/ ٨٨).
(٧) (رواه ابن ماجة والحاكم وغيرهم بسند صحيح (صحيح الجامع ٥/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>