للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

إخوة الإسلام .. يحدثنا التاريخ أن الشاة إسماعيل الصفوي بعد احتلاله لفارس احتل العراق من عام ٩١٤ إلى عام عشرين وتسعمائة .. وفي فترة حكمهم لعراق حاول الصفويون طمس معالة الهوية الإسلامية في العراق واستبدالهم بطقوس وعبادات وشعارات وسب وشتم ما أنزل الله بها من سلطان وقد بدأ الصفويون أعمالهم المشينة بقتل المسلمين من أهل السنة حيث تذكر كتب التاريخ أنه في يوم واحد قتل أكثر من مائة وسبعين ألف مسلم سني في العراق، ثم تبع ذلك بنبش قبور المسلمين ومنهم قبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وأنه خلال مدة احتلالهم للعراق التي لم تتجاوز ست سنوات .. قتلوا أكثر من مليون مسلم سني (١) ترى هل يعبد التاريخ نفسه، وهل يعود الصفويون اليوم إلى العراق ليجددوا عهود أسلافهم؟

إن ما يتعرض له أهل السنة في العراق اليوم شيء عظيم، قتل وتهجير، وخطف وإبادة، وتعذيب وخيانة واستخفاف بكرامة الإنسان لا يجوز بحال السكوت عليه وإغفاء الطرف عنه، لاسيما وقد وصلت الحال إلى مستوى التخطيط .. فمن ينتصر لأهل السنة في العراق؟ وإذا سكتت المنظمات والهيئات الكبرى العالمية لأن صنعت هذا فهل يسوغ للمسلمين بهيئاتهم ودولهم وأفرادهم السكوت عن مآسي أهل السنة في العراق؟

إن واحدًا من اليهود والنصارى أو الرافضة لو قتل لقامت الدنيا ولم تقعد .. فكيف الحال إذا قتل أهل السنة بالمئات بل بالألوف.


(١) (فقال جاسر الجاسر: الصفويون يغزون الدول العربية، الجزيرة ٢٢/ ١٢/ ١٤٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>