للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل يصل الأمر بمعتقد القوم أن يصرحوا بكفر الثلاثة الخلفاء .. ويعقد شيخهم المجلس في كتابه البحار (الذي عده بعض شيوخهم المعاصرين المرجع الوحيد في تحقيق معارف المذهب) .. بابًا بعنوان: باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم واستغرق قرابة خمسين صفحة) (١).

وإذا كان هذا معتقد القوم في خيار الأمة وأزكاهم، وأقربهم للنبي صلى الله عليه وسلم .. فلا تسأل عن معتقدهم في غيرهم؟

والأغرب من هذا أن الشيعة تصل باللعن والسب والتكفير لآل البيت أنفسهم التي يزعم الشيعة أنهم يوالونهم ويقدسونهم ومن هنا قال من قال أن التشيع ستار لتنفيذ أغراض خبيثة ضد الإسلام وأهله (٢) إنك لتعجب حين تطالع في كتب القوم حكمًا بالردة على الحسن والحسين وآل عقيل وآل جعفر، وآل العباس، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين. (فمن بقي عندهم لم تلعن أو يتهم؟ ) لقد قالوا عن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أنه نزل من قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلًا} كما في رجال الكشي صـ ٥٣، وقالوا عن ابنه عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن: ما يتضمن تكفيره وأنه جاهل سخيف العقل، كما ذكر الكليني في أصول الكافي (١/ ٢٤٧) وبالجملة فالحكم بالكفر- عند الشيعة- على كل من لم يعتقد عقيدتهم حتى قال الكليني: أن كل من لم يؤمن بالاثنى عشر فهو كافر وإن كان علويًا فاطميًا (٣).

نعوذ بالله من الضلال والعدوان والجهل والخسران {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤)} [الكهف: ١٠٣، ١٠٤].


(١) (بحار الأنوار ٨/ ٢٠٨ - ٢٥٢).
(٢) (د. ناصر الغفاري أصول مذهب الشيعة ٢/ ٧٣٤)
(٣) (الكافي ١/ ٣٧٢ - ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>