للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام والمسلمون في مقدونيا (١)

الخطبةُ الأولى:

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسوله، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهمَّ عن الصحابة أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين وسلِّمْ تسليمًا كثيرًا.

إخوة الإيمان: كثيرةٌ هي البُؤَرُ المشتعلةُ في العالم، ولكنَّ نصيبَ المسلمين منها أكبرُ من غيرِهم، وبغضِّ النظرِ عمَّا يجري اليومَ من أحداثٍ داميةٍ في فلسطين، أو في إندونيسيا، والأفغان والفلبين وأرضِ الشيشان والبَلْقان.

وقبلَ أن يتناسى المسلمون أحوالَ إخوانِهم المسلمين في البوسنة والهرسك، وكوسُوفا على أرضِ (البلقان) تُطِلُّ اليومَ قضيةٌ جديدةٌ قديمةٌ للمسلمين في (مقدونيا) إنها بِشارةٌ من جانبٍ، ومأساةٌ من جانبٍ آخر - بشارةٌ تؤكِّدُ وجودَ الإسلامِ الفاعل، وتحرِّكُ المسلمين للدفاعِ عن عقيدتِهم ودينِهم، والمطالبةِ بحقوقِهم المهضومة، ومأساةٌ حيث يتعاملُ النصارى الأرثوذكس المقدونيون مع المسلمينَ المقدونيين (وغالبيتُهم من الألبان) معاملةً دُونِيةً شرسةً، ويخطِّطون لتذويبِهم وسَلْخِهم من هُوَّيتِهم المسلمةِ مستقبلًا .. ومأساةٌ كذلك -إذ تجتمعُ القوى الكافرةُ من الغرب والشرقِ على حربِ المسلمين في البلقان عمومًا وعلى أرضِ مقدونيا- في هذه الأيام - خصوصًا.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٦/ ٣/ ١٤٢٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>