فماذا نعرفُ عن مقدونيا، والمسلمين فيها؟ وماذا عن حربِ النصارى وخططِهم تُجاهَ المسلمين؟ وما هو الدورُ الإسلاميُّ المطلوب؟
تقع (مقدونيا) في البلقان في أوروبا الشرقيةِ، وهي إحدى جمهورياتِ يوغوسلافيا السابقة، تحدُّها (اليونان) جنوبًا و (كوسوفا) وصربيا من الشمالِ، و (بلغاريا) من الشرق، و (ألبانيا) من الغرب، ويبلغُ سكانُها مليونين وأربعمائة ألفٍ، نسبةُ المسلمين خمسٌ وأربعون بالمائة ٤٥% وأغلبهم (ألبان)، ونسبةُ النصارى خمس وخمسون بالمائة ٥٥% معظمهم أرثوذكس، هذا حَسَبَ تقدير الألبان، أما تقديرُ الحكومة فيقول: إن نسبة المسلمين ٣٠%، والنصارى ٧٠% (١)، العاصمة (سكوبيا) وأهم المدن: تتوفا، مانانستير، كومانوفا، ستروغا.
وقد دخل الإسلامُ إلى البلقانِ قبلَ الفَتْح العثماني، وذلك عن طريق التجارِ والدُّعاة، وفي العهدِ العثماني وبعد معركة (كوسوفا) عام ٧٩٢ هـ ثنتين وتسعين وسبعمائة هجرية ١٣٨٩ م دخل الألبانُ في دينِ اللهِ أفواجًا، وحينما ضَعُفتِ الدولةُ العثمانية اتَّحدت كلٌّ من (صربيا وبلغاريا واليونان) ضدَّ الدولةِ العثمانية وانتصروا عليها، وقاموا بتقسيمِ (مقدونيا) بينهم، وذلك عام ١٩١٣ م، وبقيت (مقدونيا) على تلك الحالِ حتى الحرب العالميةِ الثانية، وبعد الحربِ العالمية الثانية (١٩٤٥) جاء (تيتو) إلى المنطقة بالشيوعية، وكوّنَ الاتحادَ الفِدْرالي اليوغوسلافي الذي ضمَّ عددًا من دولِ البلقان، ومنها (مقدونيا)، وإنما شمل (تيتو)(مقدونيا) بالانفصال ليُحقِّقَ هدفَه من نشرِ الشيوعية وأهدافَه السياسيةَ الأخرى.
(١) انظر: الإسلام في جمهورية مقدونيا، تقرير من مؤسسة الوقف الإسلامي ١٤٢٢ هـ.