للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماحة (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله أوحى بتقواه وحسن عبادته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، شهد له ربه وزكاه بحسن الخلق فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم} وأمره وأدبه فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.

إخوة الإسلام السماحة والسهولة والتيسير والجود والسخاء وكرم النفس معان كريمة متقاربة، وهي خلق من أخلاق الإسلام الفاضلة، دعى إليها وندب لفعلها، ومارسها المسلمون في حياتهم، فحققوا السعادة لأنفسهم، وأقنعوا الآخرين بالدخول في دينهم.

عباد الله ما أحوجنا للحديث عن السماحة في زمن التلكع والمراوغة والنصب والاحتيال والفجور في الخصومة وأكل أموال الناس بالباطل، وشدة اللجاج وكثرة الخصام، والمنازعة والضغينة لأتفه الأسباب.

قالوا عن السماحة إنها بذل ما لا يجب تفضلًا، وقالوا: إنها الجود عن كرم وسخاء وقالوا إنها تيسير في المعاملة، وملاينة في المحادثة، ومفاهمه جميلة، وصفح وتجاوز، وإغضاء عن الهفوات والزلات، إنها طلاقة في الوجه، واستقبال للناس بالبشر، وحسن مصاحبة للأهل والإخوان والخدم وسائر الخلق (٢).

أيها المسلمون والمتأمل في القرآن الكريم يجد عددًا من آياته تدعو للسماحة


(١) ألقيت هذه الخطبة في ١/ ٨/ ١٤٢٧ هـ.
(٢) (نضرة النعيم ٦/ ٢٢٨٧/ ٢٢٨٨ بتصرف).

<<  <  ج: ص:  >  >>