للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ربّ العالمين، جعل الزواجَ عبادةً يتقرب بها العبدُ إلى مولاه، وامنَّ على عباده بنعمةِ الزوج والولد فقال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} (١).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، أخبر وهو الصادقُ المصدوق، عن قيمة الزواج بقوله: «من رزقه اللهُ امرأةً صالحةً، فقد أعانه على شطر دينهِ، فليتق الله في الشطر الباقي» رواه الطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

وقال ابنُ مسعود رضي الله عنه: لو لم يبق من أَجَلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموتُ في آخرها، ولي طوْل النكاح فيهن لتزوجتُ مخافة الفتنة (٢).

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وسائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة والتابعين إلى يوم الدين.

أيها المسلمون: ويشكل المجتمعُ عاملًا مساعدًا على الزواج أو عائقًا دونه، فبذلُ المحسنين لمساعدةِ المتزوجين يُسهم في كثرة الزواج ومبادرة الشباب للزواج، واستشعارُ عددٍ من الجمعيات الخيرية لدورها في دعم الشباب الراغب في الزواج ومساعدتهم، أو إقراضهم، كل ذلك خطوات إيجابية ومظاهر صحيّة تُشكر عليها هذه الجمعيات، ويُشكر القائمون عليها لاستشعارهم بهذا الدور الرائد.

كما أن مما يُعد من مشجعات الشباب على الزواج تيسير المجتمع تكاليف


(١) سورة النحل، الآية: ٧٢.
(٢) فقه السنة: ٢/ ١٢، ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>