للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزواج، وتخفيض المهور، والاقتصاد في مؤنه، وإلغاء الموائِدِ المكلِّفة والتي لم ينزل الله بها من سلطان.

أما ما يعدُ من معوقات المجتمع للزواج، فمنها: المغالاةُ في المهور وما يتبعها من تكاليف أخرى، والتشددُ أحيانًا في الشروط، والمؤسف حين يكون تأخيرُ الزواج سببه عَضْلُ الآباء لبناتهم، وعدمُ رغبتهم في زواجهن، مع كثرة الخُطَّاب الأكفاءِ لهن، ولا سيما إن كانت موظفةً يستفيد من مرتبها، ويخشى انقطاع ذلك بزواجها، وقد يرفضُ قبل أن يستأذنها.

ومن المعوقات: إجبارُ الأهل للفتاة أو للفتى، على الزواج ممّن لا تتوفر فيه الرغبة، ليس لشيء إلا لصلة القرابة أو نحو ذلك، مما لا يستوجب إكراه الفتى أو الفتاة على الزواج، فتتأخر الفتاةُ أو الفتى عن الزواج بسبب ذلك.

ومن الأخطاء التي تُمارس في المجتمع - أحيانًا - عدمُ استئذان الزوجة في الزوج الذي تريد أن ترتبط معه طيلة حياتها، وشريعة الإسلام، وسنة محمدٍ عليه الصلاة والسلام تأمر باستئذانِ المرأةِ، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُنكح الأيمُ حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكرُ حتى تُستأذن» قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: «أن تسكت» متفق عليه.

سئل شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله عن حكم إجبار البكر البالغة على النكاح، فقال فيه قولان: والصوابُ عدمُ إجبارها، ثم يقول: وأما تزويجُها مع كراهتها للنكاح فهذا مخالفٌ للأصول والعقول، واللهُ لم يسوّغ لوليها أن يكرهها على بيع أو إجارة إلا بإذنها، ولا على طعام أو شرابٍ أو لباسٍ لا تريده، فكيف يكرهها على مباضعةِ ومباشرةِ من تكره مباضعته ومباشرته ... إلخ كلامِه (١).


(١) الفتاوى: ٣٢/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>