الحمد لله ربِّ العالمين يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له مالكُ الملك يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء وهو الحكيمُ الخبير.
وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ عاش وأصحابهُ فترة من حياتهم مشردين مطاردين .. ثم مكن الله لهم وأذلَّ عدوَّهم والعاقبة للتقوى.
اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر من أرسلهم الله رحمةً للعالمين.
إخوةَ الإسلام! في فترات ضعفِ الأمةِ المسلمة حريٌّ بها أن تراجعَ نفسَها وأن تبحث عن أسباب الضعفِ، وتسعى إلى إصلاح الأخطاء ..
وعلى كل فردٍ مسلمٍ أن يراجعَ إيمانَه بالله وأنبيائِه وكتبه وحقائقِ اليوم الآخر، وأن يصححوا ما فسد من أخلاقهم أو اعوج من سلوكياتهم.
وحريٌّ بالمسلمِ أن يتهم نفسَه بالتقصير في واجبات الله وحقوقه، وألا يزكيها ويغترَّ بالعملِ القليل يؤديه .. وإذا قال قائلنا في هذا الزمان: نحنُ ونحن وفعلنا وفعلنا .. وكأننا بذلك نستكثرُ ما عملنا.
فأسلافُنا- الذين هم خيرٌ منا- كانوا مع قوتهم في الحق وجهادهم في سبيل الله، ومجاهدةِ أنفسهم عن مزالق الردى كانوا مع ذلك يتهمون أنفسهم ويشعرون بالتقصير في ذات الله، ويقول قائلهم: نشدتك الله يا حذيفة هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين؟
وإذا قال هذا أحد العشرة المبشرين بالجنة خائفًا وجلًا، فهل يأمنُ أمثالنا؟