الحمد لله العليم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يَحكم ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة من أمرهم.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسولهُ عاش حياته راضيًا مرضيًا رغم ضيقِ العيش حينًا، وكيد الأعداءِ حينًا، ولم تكن حياته عليه الصلاة والسلام من الأكدار والمنغصات صفوًا.
اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه وآله، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون ومن صفحة الماضي إلى ظروف الحاضر نتأمل حقيقة القرآن {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} فبالأمس القريب تنمرت الشيوعية الحمراء وحكمت الشعوبَ المسلمة المحيطة بها بالنار والحديد، وبات المسلمون حينًا من الدهر يُصلون ويتلون القرآن في السراديب المظلمة والخلوات، وامتدت هذه الأفعى لتغزو أجزاءَ من عالمنا الإسلامي بقوةِ السلاح، بل امتد أثرها الفكري ليغزو العقولَ النخرة، ونبتت في العالم الإسلامي نابتةٌ يسارية الفكر والمعتقد، لغرضٍ أو لآخر. وحين بلغ السيلُ الزبى، وبلغ الكرهُ والتأففُ للواقع الإلحادي مداه .. كانت النهايةُ قاب قوسين أو أدنى، وأخيرًا تحطمت الدولة الشيوعية الكبرى على مرأى الناسِ ومسمع، وأصيب الأتباعُ بالذهول، وكانت البشرى للذين آمنوا وضاقوا من قبلُ بها ذرعًا، وتنفس المسلمون الصُّعداء، وعسى أن يكره الناس شيئًا ويجعل الله من بعده خيرا كثيرًا.
واليوم نشهدُ بأمِّ أعيننا غطرسةَ اليهودِ وتطرفَهم، وهم يسيئون إلى الأنبياء