للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجنودَه حتى أهلكهُم، وهو كان فيما قيل سببَ رحيلهم، وابتلي به المسلمون ليتبين من يصبر على أمر الله وحكمه ممن يفرُّ عن طاعتِه وجهاد عدوه» (١).

وكذلك ينظر أهلُ القرآن بنور الله، وما أحوج الأمة إلى رجال كهؤلاء يعيدون الثقةَ إلى النفوس، ويبعدون الناس عن اليأس والإحباط، مهما ادلهمت الخطوب وكثر المكروه وتجمعت الأحزاب، وساءت الظنون ولف الكون خيوطُ الظلام- فالعسرُ معه اليسر، والصبر معه النصر، والغبارُ سيتجلى، والعاقبة للمتقين .. وصدق الله وهو أصدق القائلين.

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ} (٢).

وصدق الله إذ يقول: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ} (٣).


(١) الفتاوى ٢٨/ ٤٦٢، ٤٦٣.
(٢) سورة الأنبياء، الآيتان: ١٠٥، ١٠٦.
(٣) سورة الصافات، الآيات: ١٧١ - ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>