للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسخرية بالإسلام ونبيه، والتهديد بإحراق القرآن واتهام أهله- أن تزيد طوائف تنسب إلى الإسلام وأهله الطين بلة، وتوسع دائرة التهم والسخرية والبلبلة والفتنة، وعلى كل من سعى بالفتنة وفرق الصف من الله من يستحق، والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وما تعرض أحد لأهل الإسلام الكبار بسوء إلا خذله الله في قديم الزمان وحديثه أما أم المؤمنين فستظل منارة يقتبس منها أهل الإسلام، وستظل شهابًا محرقة لأهل الزيغ والزندقة والفساد والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..

ولم يكن الشعر والشعراء بمعزل عن مشهد عائشة والثناء عليها والدفاع عنها، ولاسيما ممن أيده الله بروح القدس، فحسان بن ثابت رضي الله عنه يقول في عائشة -كما رواه ابن إسحاق-:

رأيتك -وليغفر لك الله- حرة ... من المحصنات غير ذات غوائل

حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثي (١) من لحوم الغوافل

عقيلة حي من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل

مهذبة قد طيب الله خيمها (٢) ... وطهرها الله من كل سوء وباطل

فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتوا ... فلا رفعت سوطي إلي أناملي

وكيف وودي ما حببت ونصرتي ... لآل رسول الله زين المحافل

فإن الذي قد قيل ليس بلائط (٣) ... ولكنه قول امرئ متماحل (٤)


(١) جائعه أي كافه عن أعراض الناس.
(٢) طبعها وأصلها.
(٣) لازق أو لائق.
(٤) (السيرة لابن هشام ٣/ ٣٢٤، السير للذهبي ٢/ ١٦٣، والاستيعاب لابن عبد البر ١٣/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>