إلا مجردَ عواطفَ تخرجُ عند الحدَثِ ثم لا تلبثُ أن تخبو وكأنّ شيئًا لم يكن، أما الإعلامُ الكافرُ فمعروفٌ بتحيُّزه وخدمته لقضايا فكرهِ والدفاعِ عن أبناء جنسِه وملَّتِه، وهو غيرُ ملومٍ في خدمةِ قضايا المسلمينَ، ولكن الملومَ إعلامُ العربِ والمسلمين، على أن أمرَ القضيةِ الكبرى ليس مسئوليةَ الإعلاميين وحدَهم، بل ورجالِ الفكرِ وأساتذةِ الجامعات، وذلك بإثراءِ القضيةِ بحديثهم وبحوثهم ومقالاتِهم وكتبهم .. فأين هؤلاءِ جميعًا من قضيتِهم؟ وبكل نزاهةٍ وتجردٍ وصدقٍ وإخلاص.
١٠ - الهيئاتُ والمنظماتُ الإسلاميةُ والقضيةُ .. سؤالٌ يطرحُ نفسَه: كم في العالمِ العربي والإسلامي من هيئةٍ ومنظمةٍ إسلاميةٍ؟ ! وأين دورُها؟ وما أثرُ هذا الدورِ في خدمةِ القضية؟ هل يُقارنُ أثرُها وجرأتُها بالمنظماتِ والهيئاتِ الغربية؟ أم أصيبت بنوع من الإحباطِ لكثرةِ رزايا المسلمينَ، سواءٌ كان هذا أو غيرُه من الأسبابِ فلا يُبرر صمتَها في بيانِ الموقفِ الإسلامي بعيدًا عن أيِّ مؤثراتٍ أخرى .. ولا يعفيها من المسئوليةِ إن جاءَ صوتُها متأخرًا وهزيلًا ..
وأيُّ هيئةٍ أو منظمةٍ إسلاميةٍ لا يعنيها شأنُ المقدساتِ، ولا تستنكرُ نزيفَ الدماءِ المسلمةِ، ولا تنددُ بظلمِ الطغاةِ والمجرمينَ .. فماذا تُقرُّ وماذا تستنكرُ؟
وللحقّ، يُقالُ: إن ثمةَ هيئاتٍ ومنظماتٍ إسلاميةٍ تستنكرُ، لكن الحديثَ عن الأعمِّ والأغلبِ، وهو دونَ المستوى المطلوبِ في حجمه وفاعليته!
١١ - بين خسارتين: لا شك أن سقوطَ عدد من القتلى والجرحى في أرضِ فلسطينَ خسارةٌ على الفلسطينيينَ والمسلمينَ، ولاشكَّ أن إرهابَ الآمنينَ من المسلمينَ في الأراضي المحتلةُ يُسيءُ للفلسطينيين وعمومِ المسلمين .. ولكن الخسارةَ أعظمُ لو سارَ قطارُ السلامِ واستثمرَه اليهودُ والنصارى لصالحهم ضدَّ المسلمين، فتمَّ التطبيعُ وصدّرت إسرائيلُ أفكارَها وعقائدَها وروَّجتْ