وهذا عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الخزرجي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل نجران، وهو ابن سبع عشرة سنة ليفقههم في الدين ويعلمهم القرآن ويأخذ الصدقات (١).
أما أسامة بن زيد رضي الله عنهما فيؤمره على جيش فيه كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.
إلى غير ذلكم من أحداث السيرة التي تؤكد اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالشباب.
وما كان لهذه النوعية من الشباب أن تتسنم القيادة، وتكون علي مستوى الثقة إلا بالتربية والإعداد والمتابعة والاهتمام، وكذلك ينبغي أن توجه الجهود لتربية الشباب وإعدادهم ورفع هممهم وإشراكهم في المسؤوليات وفرق بين جيل يشكل الشباب فيه ركنًا مهمًا لحمل أعباء الدعوة وتبليغ الرسالة، ويكون الواحد منهم عنصرًا مشعًا لحمل المعرفة وتعليم الجهلة، أو جنديًا صادقًا يذب عن حياض الأمة ويفلق هام الطغاة والمعاندين، ويفتح الأفاق ويقود الجيوش وبين جيل يشكل الشباب فيه عقبة أمام تطلعات الأمة وتحقيق أهدافها .. ويكون هؤلاء الشباب مشكلة بأخلاقهم وسلوكياتهم تأخذ حيزًا من فكر المجتمع وطاقاته لإيجاد الحلول المناسبة لهم وتفادي أضرارهم.
إن الأمة التي إذا التفتت إلى الشباب وجدت فيهم ضالتها المنشودة، وسهامها الرامية، وعدتها الحاضرة هي الأمة الجديرة بالبقاء، والمؤهلة لقيادة العالم.
وتخطيء الأمة طريق الإصلاح إذا تباهت أنها أخرجت شبابًا عقولها في أقدامها، أو شبابًا لا يتجاوز همها حدود المطعم والمشرب والوظيفة والمرتب؟
وما أسرع تسلل العدو للأمة إذا خدر شبابها، وأهدرت طاقاتها، ونحرت
(١) أسد الغاية ٣/ ٧١١ (صحائف الصحابة/ ٩٢/ أحمد الصوبان).