للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قارعة الطريق جدية الشباب وتطلعاتهم المثمرة، وكفنت أخلاق الشباب ولم تجد من يصلي عليها ويبعث العزاء لأهلهم والمسؤولين عنهم! !

إخوة الإيمان ولا يزال الخير في مجتمعنا، فقد نبتت في أرضنا نابتة خير من الشباب، عرفت طريقها، وآمنت بعقيدتها، وأدركت أهمية الوقت في حياتها، ونسأل الله لهم المزيد والثبات، كما نسأله تعالى أن يجزي كل مسؤول وكل عالم أو مرب أسهم في إصلاح هؤلاء الشباب وعرفهم طريق الخير والفلاح.

ولكننا مع ذلك ينبغي أن نلتفت للبقية الباقية من شبابنا، ويجب أن نتحسس دائمًا أحوال أبنائنا وبناتنا، فثمة أمراض خفية أو ظاهرة تحيط بنا، وثمة أخلاق وسلوكيات غير مرضية يتلبس بها بعض شبابنا، وهي لا تليق بهم ولا بنا. واستفحال الدواء قبل استعمال الداء واجب يحتمه علينا ديننا، وتمليه علينا مسؤوليتنا وقوامتنا .. وإذ كان المطلع بعمق على واقع الشباب يمكن أن يرصد أكثر من خطأ، ويمكن أن يشاهد أكثر من عيب، فسأركز الحديث في هذه الخطبة على واحد من هذه السلوكيات المتحركة طالما غفل عنه الخطباء استحياء لذكره، وطالما غفل عنه الآباء جهلاً منهم بواقعه وآثاره.

إنه الانحراف الخلقي وممارسة بعض السلوكيات الشاذة نتيجة اتصال الشباب ببعضهم وتغرير بعضهم ببعض. وهذا الانحراف لا يمكن أن يعمم كل كافة الشباب ولكنها فئة قليلة تتلبس به، ولولا مخافة تأثيرها على غيرهما والرغبة في حمايتها هي منه لما كان هذا الحديث.

ويبدأ المسلسل الآثم بصداقة غير نزيهة بين شابين يكبر أحدهما الآخر سنًا وتجربة، وما يزال الكبير يغوي الصغير بالخروج معه والركوب في سيارته إن كان ممن وفر له سيارة وهو ليس لها بأهل، وهكذا تترسخ الصداقة وتقوى الصلة، والأهل في غيبة عن هذا كله، والابن لا يسأل عنه إن راح أو غدى، وأين ذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>