وهم الذين قال أسلافهم للمؤمنين المقاتلين:{لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}[آل عمران: ١٦٨]. وأعلنوها صريحة كاذبة:{مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا}. وهم من كشف القرآن:{يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}. هذه الفئة المرجفة تنكشف أكثر في زمن الشدائد، ولا بد من الحذر منهم فـ (هم العدو) وكشف خططهم، حتى لا ينخدع الناس بهم.
إخوة الإسلام وثمة مكاسب وقيم تربوية من هذه النازلة نالت الصغار والكبار والنساء والرجال، وأثرت في البيوت استقامة وعودة إلى الله، بما أعيت الآباء والأمهات لبضع سنين .. كيف لا وهم يسمعون المقاتلين يكبرون ويهللون، ويشاهدون الموتى وهم يتشهدون، يرقبون المرأة الفلسطينية تصبر وتصابر، والطفل يحمل الحجارة ويقاتل، والناس جميعًا يصلون في المساجد وهي تقصف، والشهداء يحملون بكل عزة وإباء.
إنها تربية بالمشاهد الحية .. تلك إطلالة عجلى على شيء من مكاسبنا، وأخرى لا تخفى على اللبيب، والمهم أن نحافظ على هذه المكتسبات والمفاهيم والقيم والأخلاق والسلوكيات، وأن نتجاوز مرحلة الضعف والتشرذم، إلى مرحلة القوة والاجتماع.