للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكيس الناس وأبصرهم من أصلح عيوب نفسه ولسان حاله يقول كما قال الصالحون (سمعنا وأطعنا) وأحمق الناس وأجهلهم من ظن الحديث موجهًا لغيره واشتغل بعيوب الآخرين ونسي نفسه.

أيها الإخوة المؤمنون هذه الأخطاء منها ما هو قبل الصلاة، ومنها ما هو أتناء الصلاة، وثمة ما يحسن التنبيه إليه بعد الصلاة. وأول الأخطاء تقع في «الوضوء» وهو مفتاح الصلاة وبوابتها الأولى وشرطها المقدم فـ (لا تقبل صلاة بغير طهور .. ) (١).

والطهور شطر الإيمان (رواه مسلم وغيره) وفي التنزيل {يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} إلى قوله {وإن كنتم جنبًا فاطهروا ... } (٢) ويقع الخطأ في الوضوء إما بعد التنزه من البول. والرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من ذلك، ويقول: «تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه» (٣) أو يكون الخطأ في عدم إسباغ الوضوء، وبقاء بقع في أحد الأعضاء الواجبة الغسل لم يبلغها الماء، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام مؤكدًا على ذلك «وإسباغ الوضوء شطر الإيمان» (٤) وتدعو الحاجة للإسباغ بشكل عام وتشتد حين المكاره كشدة البرد مثلاً «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد الحديث» (٥).


(١) رواه مسلم ١/ ٢٠٤ ح ٢٢٤.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٦.
(٣) رواه الدارقطني وصححه الألباني في الإرواء ١/ ٣١٠، الطيار/ ٦١.
(٤) رواه ابن ماجه وهو في صحيح الترغيب ١/ ٨٣.
(٥) رواه مالك ومسلم والترمذي وغيرهم (صحيح الترغيب ١/ ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>