للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمكاره: هي المشقة كشدة البرد مثلاً، وإسباغ الوضوء إتمامه وإكماله (١). وكما يقع الخلل في عدم الإسباغ يقع الخطأ كذلك في المبالغة في الغسل المفضي إلى الوسوسة، عافانا الله من ذلك والمسلمين، وتلك بلية أخرى ينبغي التنبه لها والحذر منها، وعلى كل حال فالخلل في الوضوء زيادة أو نقصًا وعدم حسن الوضوء له أثره على الصلاة، وإليك الأثر من مشكاة النبوة لتكون على حذر، فقد روى الإمام أحمد فس مسنده بسند حسن «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالمسلمين الصبح فقرأ الروم فأوهم، فلما انصرف قال: إنه يلبس علينا القرآن، فإن أقوامًا منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء، فمن شهد منكم الصلاة معنا فليحسن الوضوء» (٢). وعلق عليه ابن كثير رحمه الله بقوله: هذا إسناد حسن ومتن حسن، وفيه سر عجيب، ونبأ غريب، وهو أنه صلى الله عليه وسلم تأثر بنقصان من ائتم به، فدل ذلك على أن صلاة المأموم متعلق بصلاة الإمام (٣).

وبكل حال فقد وردت أحاديث كثيرة تأمر بحسن الوضوء وحسن الصلاة وترتب على ذلك الأجر العظيم (٤).

ومن الأخطاء المصاحبة للوضوء ترك التسمية. فالتسمية واجبة عند بعض العلماء، وسنة عند آخرين قبل البدء في غسل الأعضاء، فيقول المتوضئ: بسم الله الرحمن الرحيم قال عليه الصلاة والسلام: «ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني والحاكم، وقال:


(١) رياض الصالحين ٤٢٦، ٤٣٤.
(٢) المسند ٥/ ٣٦٣، الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة ابن العدوي/ ٧٥.
(٣) تفسير ابن كثير لسورة الروم.
(٤) صحيح الترغيب ١/ ١٤٤، ١٤٥، ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>