للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أن اللائط يلقى من شاهق ويتبع الحجارة كما فعل بقوم لوط.

وذهب آخرون من العلماء إلى أنه يرجم، سواء كان محصنًا أو غير محصن، وحجتهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» (١). وقد رجح الشوكاني مذهب القائلين بالقتل، وهو الذي عليه الصحابة (٢).

وقال آخرون: هو كالزاني فإن كان محصنًا رجم، وإن لم يكن محصنًا جلد مائة جلدة (٣).

ماذا تدل عليه هذه العقوبات في فاحشة اللواط؟ إنها دليل على عظمه عند الله، وعلى شناعة فاعله، فهو مستحق للرجم أو للقتل أو للجلد في أقل الأحوال، وتغليظ العقوبة دليل على عظم الجريمة وبشاعتها، وقاني الله وإياكم وأبناء المسلمين منها ومن كل فتنة ومكروه سواها.

إخوة الإسلام وحتى تعلموا شيئًا من حكم التشريع الإسلامي في محاربة هذه العادة المفسدة للخلق والفطرة والدين والدنيا أسوق لكم بعض ما ذكره العلماء من أضرار طبية واجتماعية للواط فمنها:

١ - التأثير في الأعصاب تأثيرًا خاصًا، أحد نتائجه الإصابة بالانعكاس النفسي في خلق الفرد فيشعر في صميم فؤاده بأنه ما خلق ليكون رجلاً، وينقلب الشعور إلى شذوذ به ينعكس شعور اللائط انعكاسًا غريبًا، ومن هذا تستطيع أن


(١) حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره (زاد المعارج ٥/ ٤٠) (صحيح الجامع ٥/ ٣٦٦، ٣٦٧).
(٢) فقه السنة ٢/ ٤٣٤، ٤٣٢، (زاد المعارج ٥/ ٤٠ - ٤١).
(٣) تفسير ابن كثير ٣/ ٤٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>