للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعظم هذه الفاحشة كانت عقوبة أهلها أن رفع الله قرى قوم لوط إلى عنان السماء حتى سمع أهل السماء أصوات الناس والكلاب، ثم أرسلها إلى الأرض منكوسة، ودمدم بعضها على بعض، فجعل عاليها سافلها، ثم أتبعها حجارة من سجيل، قال تعالى {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} (١).

وهكذا كانت القرى اللوطية وأهلها خبرًا بعد عين، وعبرة لكل ذي عقل وعينين، ولا يظلم ربك أحدٌ، ولم ينج منهم أحدًا ومن لم يمت حين سقط للأرض أمطر الله عليه وهو تحت الأرض الحجارة، ومن كان منهم شاذًا في الأرض يتبعهم في القرى، فكان الرجل يتحدث فيأتيه الحجر فيقتله فذلك قوله {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك} أي معلمة مختومة مكتوب عليها أسماء أصحابها (٢) ومعنى قوله تعالى {وما هي من الظالمين ببعيد} أي وما هذه النقمة ممن تشبه بهم في ظلمهم ببعيد عنه (٣).

نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة من كل فتنة وبلية ...


(١) سورة هود، الآية: ٨٢، ٨٣.
(٢) تفسير ابن كثير ٤/ ٢٧١، ٢٧٢.
(٣) تفسير ابن كثير ٤/ ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>