من سوء ما صنع، يضيق ذرعًا بالطالب النجيب يسأله وبالحائر المتردد يتطلع إلى توجيهه، وضيقُه أشد مع المسؤول حين يكلفه بنوع من النشاط يسهمُ في تربية الجيل ويوسع مداركه ويعمق وعيه بقضايا أمته، والواجبات التي تنتظره.
أيها المسلمون! ثمة ملحظ اقتصادي يخطئ فيها البعض منا وهو لا يشعر، وكم رأيت شابًا صعلوكًا لا يملك منزلًا يأوي به نفسه ويستر به أولاده. ولكنك تراه ينفق في الاستراحة كلَّ ما جمع ويظل يكدُّ ويكدحُ وتستوعب الاستراحة كلَّ ما جمع، وتنتهي مهمة هذه الاستراحةِ عند اجتماع الخلِّ والأصحاب بها، والسهر واللعب داخل أسوارها .. ويبقى الأهلُ والولد في مكانٍ ضيق، والمسكين يدفع الأجرة لمن أجر .. وهكذا يُصرف المالُ دون مواربة .. ولا غرو أن يضيع المال إذا ضاعت الأوقات، وماتت الهمم. وما لجرح بميت إيلام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما (٧٢) والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا (٧٣) والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما (٧٤) أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما} (١).