الولايات المتحدة الأمريكية؟ كما تشير الدراسات إلى ذلك (د. محمد السلومي: نقائص الرأسمالية، ودور القطاع الثالث) هذا النظام الرأسمالي العابر للقارات والمسيطر على عدد من الشركات، والمتبجح بسيطرته على أسواق المال من الجانب الاقتصادي، والمهيمن سياسيًا على رقعة واسعة في العالم، لم يكن قادرًا على تحقيق السعادة للبشر، بل ولا مساهمًا في حل المعضلات والمشكلات التي يعاني منها الضعفاء .. حيث تشير لغة الأرقام إلى أن مليارًا من البشر- اليوم- يعيشون بمعدل يقل عن دولار واحد في اليوم، ويفتقر قرابة مليار آخر إلى المياه النظيفة، ويعاني ٨٢٦ مليون من سوء التغذية، ويموت عشرة ملايين إنسان في كل سنة جراء نقص الرعاية الصحية الضرورية. (د. محمد السلومي: نقائص الرأسمالية .. ) فماذا صنع لهم هنا النظام الرأسمالي؟
بل لقد ساهم هذا النظام النكد في حرق الأرض ببناها الفوقية والتحتية، ولم يكن البشر بمعزل عن هذه الحرائق- لاسيما الأطفال والنساء- حيث أبيدوا بصور جماعية وبأشكال موحشة.
وأخيرًا فلم يكن هذا النظام الرأسمالي قادرًا على حماية نفسه، أو الحفاظ على مؤسساته وشركاته .. وجاءت انهيارات السابع عشر من سبتمبر ٢٠٠٨ م الضخمة لتشهد على فساد هذا النظام وتورمه وعدم مصداقيته .. وحيث ذكرت الإحصاءات- كنموذج على هذا الانهيار- أن (البورصات) العالمية فقدت أربعة (٤) تريليونات دولار في شهر سبتمبر من عام ٢٠٠٨ م، ولم يسعفها تدخل الحكومة الأمريكية بدعمها بسبعمائة مليار دولار، وشراء المصرف المنهار (أمريكان إنترناشيونال جروب).
ونعود إلى لغة الأرقام لتأكيد حجم هذا الانهيار حيث أشارت (النيوزويك