الأمريكية) أن شركة (بيرسترنز) حينما انهارت كان لديها (ثلاثون دولار) من الديون مقابل كل دولار من رأسمالها، وأن ديون الشركتين العملاقتين للرهون العقارية (فاني ماي) و (فريدي ماك) بلغت (٥.٢) تريليون دولار .. (د. محمد السلومي: نقائض الرأسمالية .. ).
على أن الأدهى والأمر أن هذه الانهيارات المروعة للاقتصاد الرأسمالي يعتبرها المحللون الاقتصاديون بداية الكارثة وليست النهاية ..
وكان محقًا أحد الباحثين في الاقتصاد حينما وصف واقع الاقتصاد الرأسمالي بأنه سلاح التدمير المالي الشامل (الشيخ صالح الحصين في ورقات كتبها بعنوان (الإصلاح).
إخوة الإسلام وهذه الانهيارات والأرقام الفلكية المخيفة إن فاجأت العالم فلم تكن مفاجأة لأهل الإسلام الذين يقرءون في كتاب ربهم:{يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}
ومن هنا التفت العالم كله مسلمه وكافره، مغربه ومشرقه إلى النظام الثالث (النظام الاقتصادي الإسلامي).
وعلت الصيحات بتطبيق المصرفية الإسلامية، وتكاثرت الطروحات المنادية بدراسة واعتماد النظام الاقتصادي الإسلامي .. ولئن لم يكن لدى المسلمين- في واقعهم المعاصر- من قوة الإعلام أو قوة الإرادة أو الإدارة ما يستثمرون به هذا الحدث، ويوظفون هذا الطلب أحسن توظيف فمما يسلي أن النظام الاقتصادي الإسلامي بنفسه قادر على المضي والتأثير. إنه نظام رباني محفوظ بحفظ هذا الدين، وهو نظام عادل تستشرفه النفوس الأبية وإن لم تكن مسلمة، وينظر إلهي الغرماء والمعوزون والمنسيون- على قارعة الطريق- من ضحايا الأنظمة