البشرية الفاسدة على أنه المنقذ لهم والمسدد لحاجاتهم، والمستجيب لاستغاثتهم.
لا يلغي النظام الإسلامي الاقتصادي حقوق الفرد، لكنه يمنع تسلط الأفراد واحتكار المجموعات وينهى عن جشع الأغنياء ويجعل في أموالهم حقًا للسائل والمحروم، يحذر هذا النظام الرباني أن يكون المال دولة بين الأغنياء، كما يفرض نسبة من الزكاة تسد حاجات المحتاجين وتصرف على ثمان مصارف- هي في الجملة شاملة للحوائج وللمحتاجين-.
كما يرغب الإسلام في بذل صدقات أخرى، يتعاظم أجرها ويبارك الله في أموال المتصدقين بسببها وكما يدعو الإسلام إلى الصدقات المقطوعة .. يحث كذلك على الأوقاف المنجزة في الحياة والوصايا اللاحقة بعد الممات .. ليظل عطاء المسلم متدفقًا في كل حين، وشاملًا للأفراد والمؤسسات، وكما يطعم منها البطون الجائعة .. تشفى فيها القلوب العليلة، ويعلم الجهلة يفرج بها الكربات، ويقضي نوائب الدعوة للخير ويؤسس للبر والإحسان.
إن المال- في نظر المسلم- مال الله {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} والمال في نظر الإسلام (زينة) ولكن الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا.
إنه (محبوب) للنفوس {وتحبون المال حبًا جمًا} لكنه (فتنة){إنما أموالكم وأولادكم فتنة}.
المال (حسب) كما قال عليه الصلاة والسلام: «إن أحساب أهل الدنيا الذين يذهبون إليه هذا المال»(١).
(١) رواه أحمد والنسائي وغيرهما بسند حسن (صحيح الجامع الصغير ٢/ ٤٢، إرواء الغليل ١٨٧١) ولكن (التقوى) خير وأكرم.