إن على المسلمين ألا يستجيبوا لهذه الصيحات المرجفة، ولا يستسلموا للدعاوى الخاطئة الكاذبة، وألا يقعوا ضحية الإعلام المزيف، والتي أوجدت فتنة دجالين تشبه إلى حد ما فتنة الدجال الأكبر -كما يقال-أجل إن الحكم على هذه المؤسسات الخيرية الإسلامية واتهامها بالإرهاب ظلم بين، فليس هذا في قاموسها، وليس عندها وقت له، إن الذين يشتغلون بتلبية الحاجات الأساسية للناس في إشباع بطونهم، وتقديم دوائهم، وتوفير غطائهم، وإزاحة ركام الأسى والألم من طريقهم .. هؤلاء لديهم من الطهارة وسلامة المقصد ونزاهة الهدف، وشرف تحمل الأعباء، وطلب الأجر ما يسمو بهم عن الإرهاب .. تلك البضاعة المزجاة التي صدرت للمسلمين ثم اتهموا بها.
معاشر المسلمين إن علينا أن ندرك المخطط، والهدف من الاتهام؛ فأعداؤنا يغيظهم أن يتقدم الإسلام بمده الحضاري، وأن يفتح قلوب الناس عبر عدة وسائل في الدعوة والإغاثة .. وحين أحسوا بالمنافسة، ورأوا الناتج للداخلين في الإسلام لم يكن لديهم من وسيلة إلا أن يطعنوا بهذه الأعمال الخيرية؛ بغية الحد منها، وكان الإرهاب هو الدعوى المقدمة والمدخل الواسع للاتهام والإسقاط، وقد صدر مؤخرًا كتاب قيم يعالج هذه التهمة بأسلوب علمي، ويعرض بلغة الأرقام ما يكشف عن إرهاب القوم الحقيقي .. والكتاب بعنوان «القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب» لمؤلفه د. محمد بن عبد الله السلومي، وهو من إصدارات مجلة البيان، والكتاب جدير بالقراءة والتأمل للعلماء والدعاة ورجال المال والأعمال، والعاملين في المؤسسات الخيرية الإسلامية وسواهم.