للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأليم بقوم لوط عليه السلام حينما انحرفت فطرُهم، وانتكست أخلاقهم وشاع المنكر في ناديهم، فتحولت قراهم إلى خراب بلقع، وجعل الله عاليها سافلها وأمطر على أصحابها حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد.

إنها الفاحشة المستقذرة، والاستجابة لدواعي الشهوة، تُهتك بها أستار الحلال ويُستمرأ بها الحرام .. تُجلب بها النقم خرابًا في البلاد، وفسادًا وأمراضًا مستعصية في العباد.

ولا يقل الزنا أثرًا وخطرًا .. فبه تختلط الأنساب، وتُهتك الأعراض، وتقتل الذرية، ويهلك الحرث والنسل، عارُه يهدم البيوت، ويسوّد الوجوه، ينْزع ثوب الجاه مهما اتسع، ويخفض عالي الذكر مهما علا .. نسأل الله السلامة لنا ولإخواننا المسلمين.

بالزنا يكثر اللقطاء، ويتقلص العفاف، وتسودُ الفوضى، وتنتشر الأمراض المخيفة، وتُحطم أسوار البيوت المنيعة، وتروج الفاحشة، وتنزع عن مرتكبيه الفضيلة، حرمه الله على المؤمنين وقال: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} وفي آية أخرى قرينًا للشرك في سفالة المنزلة والعقوبة والجزاء {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين} (١).

{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} (٢). وحرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر من عقوبته فقال: «ما ظهر في قوم الربا


(١) سورة النور، الآية: ٣.
(٢) سورة الفرقان، الآيتان: ٦٨، ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>