للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها التاجر! اختر لنفسك ما تشاء، وأنت خليق بأن تكون من التجار الأمناء، ويكفيك فخرًا رفقة الأنبياء، وإياك أن تبخل على نفسك بالأجر، وإن احتاج الأمر منك إلى مجاهدة وذلك بأن تنظر المعسر وتُقيل المستقيل، وتيسر على الموسر، فقد أخرج البخاري ومسلم عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقال: هل عملت من خير؟ قال. ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئًا، غير أني كنت أُبايع الناس في الدنيا فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر، فأدخله الله الجنة)) (١).

أما فضل الإقالة والتفريج على من ندم على اتفاق أبرمه ورغب بالحسنى إقالته، ففد أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أقال مسلما أقال الله عثرته)) (٢).

أيها المسلمون! أغنياء أو فقراء كنتم، ودونكم وصية محمد صلى الله عليه وسلم فاعلموها واعملوا بمقتضاها، وهو القائل: ((أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلَّ ودعوا ما حرَّم)) (٣).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} (٤) نفعني الله وإياكم بما سمعنا، وأستغفر الله لي ولكم.


(١) جامع الأصول ١/ ٤٣٨.
(٢) جامع الأصول ١/ ٤٤٠.
(٣) رواه ابن ماجه وغيره بسند صحيح (صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٦).
(٤) سورة الأنفال، الآية: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>