للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تكون سببًا لقطع الإحسان عن غيرك بسبب سوء سلوكك ومماطلتك، بل ومن أدب الإسلام أن تدعو لمن استلفك، ولست خيرًا من محمد صلى الله عليه وسلم، وقد استلف من رجل سلفًا- يوم حنين- فلما قضاه قال له: ((بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد)) (١).

أيها المسلم! تأمل في أدب الرسول صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه ووفائه، وحقُّه على الأمة كبير، والسلف الذي يستلفه لا لمصلحته الخاصة، بل لمصلحة المسلمين والجهاد في سبيل الله .. ومع ذلك لا يؤخر ردَّ السلف بل لما قدم من الغزوة قضى لصاحب السلف، وأعظم من ذلك كلِّه دعاؤه لمن أسلفه، ((بارك الله لك في أهلك ومالك)) ثم يضع معلمًا بارزًا للأمة في الوفاء ورد الحقوق حين يقول: ((إنما جزاء السلف الوفاء والحمد)) فهل نتمثل هذه الأخلاق في حياتنا ومعاملاتنا ونتخذه صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في أمورنا كلها، إن ذلك من علائم الإيمان ومن سيما الذين يرجون الله واليوم الآخر، ويذكرون الله {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (٢).


(١) حديث حسن أخرجه ابن ماجه: صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٥٥.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>