للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذا ينبغي على أهل الميت أن يولوا هذا الأمر ما يستحق من العناية والوفاء فيبدأون- أول ما يبدأون- بسداد دينه، وفكاك ذمته.

أيها المسلمون! مع التأكيد على أن لا يستدين المسلم أو يقترض إلا لحاجة، فقد يضطر المسلم للدين أو للقرض، وهنا ينبغي أن يأخذ ما يكفي حاجته وأن يقدم نية الوفاء وألا يطلع الله منه على نية الغدر وإتلاف الأموال.

إن الذي يقدم نية الخير على الوفاء يعينه الله في الدنيا، وقد صحّ الخبرُ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يدَّان دينًا، يعلم الله منه أنه يريد أداءه إلا أداه الله عنه في الدنيا)) (١).

وإن نوفي المدين وهو على نية الوفاء لكنه عاجز عن التسديد فاعل للأسباب المشروعة للأداء لكنه لم يقدر، فالرسول صلى الله عليه وسلم وليُّه، ولم يبخس الله من حسناته بعد مماته.

روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الدَّين دينان، فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليُّه، ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته، ليس يومئذ دينار ولا درهم)) (٢).

عباد الله! ماذا بعد هذه النصوص وأمثالها؟ إن علينا جميعًا أن نتحرز من الدَّين، وأن نسلِّم ذممنا في الحياة قبل الممات، وإذا استدنا واستقرضنا بالحسنى- ومن أي جهة كانت- أن نردَّ الدين أو القرض بالحسنى، وأن نؤدي للناس الذي نرغب أن يؤدوه إلينا، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، وأذكِّرك يا أخا الإسلام وأحذرك


(١) صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٥٣.
(٢) صحيح الجامع الصغير ٣/ ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>