الجديد (المثقفون) أو (النخب الثقافية)؟ وما أثر العلماء، وما تأثير المثقفين على مسيرة الأمة المسلمة وتقدمها، أو تخلفها وتبعيتها؟
وهنا أسوق كلامًا جميلًا للإمام أحمد رحمه الله بيّن فيه مكانة العلماء وأثرهم، ومن يقولون على الله بغير علم، وكيف يخدعون الناس.
قال رحمه الله في كتابه «الرد على الزنادقة والجهمية»: الحمدُ لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويُبصرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍّ تائه قد هَدَوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثرَ الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عِنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقةِ الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جُهَّالَ الناسِ بما يُشبِّهون عليهم، فنعوذ بالله من فتنةِ المُضلين (١).
إخوة الإسلام: وحديثُ اليوم ليس عن العلماء الربانيين، بل له علاقة بالفئة التي حَذَّر منها الإمام أحمد في زمنه، وهي ظاهرة تتكرر في كل زمان، لكن بأشكالٍ مختلفةٍ، وأسماء متباينة، إنها فئاتٌ قديمةٌ تتجدد، تفتن الناس عن دينهم وتدعوهم إلى التمردِ على قيمهم، وتحاول الفصلَ بين الأمة المسلمة وتاريخها المجيد، وتنظر إلى أصالتهم على أنها نوعٌ من الجمود والرجعية والتطرف والأصولية،