للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ في صلاتِكُمْ .. وهيَ ليسَتْ حِملًا تضعونَهُ عن رقابِكُمْ .. ولكنَّها عبادةٌ تُرضونَ بها ربَّكُمْ.

٥ - ومسابقةُ الإمامِ أو موافقتُهُ بليّةٌ يُبتلَى بها بعضُ المصَلينَ، وهي منْ- نزْغِ الشيطانِ- وإلا فلنْ يُسلِّم المسابقُ -في النهايةِ- قبلَ الإمامِ.

قالَ العلماءُ: المسابقةُ تُبطلُ الصلاةَ، وموافقةُ الإمامِ في حالِ القيامِ والركوعِ والسجودِ، تُنقِصُ من قدْرِ الصلاةِ والسنةُ في المتابعةِ للإمامِ، فإذا انتهَى راكعًا فاركَعوا، وإذا اعتدَلَ قائمًا فانهَضُوا، وإذا استَوَى ساجدًا فاسْجُدوا وهكذا .. فإنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤْتَمَّ به.

وإيَّاكُمْ وتلاعبَ الشيطانِ، أما يَخْشى الذي يرفع رأسَهُ قبلَ الإمامِ أن يجعلَ اللهُ رأسَهُ رأسَ حمارٍ أوْ يجعلَ اللهُ صورتَه صورةَ حِمارٍ؟ متفقٌ عليهِ. قالَ الإمامُ أحمدُ رحمَهُ اللهُ: ليسَ لمَنْ سبقَ الإمامَ صلاةٌ (١).

٦ - وممَّا ينْبغي التفطُّنُ له في المسجدِ عدمُ إيذاءِ المصلينَ برائحةٍ مُستكرَهَةٍ كالثُّومِ والبصلِ وشُربِ الدخانِ ونحوِها، وعلى المسلمِ أنْ يكونَ نظيفَ المَلبَسِ، حَسَنَ الرائحةِ، آخذًا بالزينةِ التي أمَرَهُ اللهُ بها {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (٢).

كما لا ينبغي إيذاءُ المصلينَ بحركةٍ مُستفِزَّةٍ، أو سلوكياتٍ غيرِ لائقةٍ .. أَلا وإنَّ منْ بلايا العصرِ رنينُ الجَوَّالاتِ، والتي لا تُشغِلُ صاحبَها وحدَهُ، بلْ تُشوِّشُ على المصلينَ كلِّهِمْ، وعلى الرغمِ من التحذيراتِ المسموعةِ والمكتوبةِ على أبوابِ المساجدِ، وغيرِها .. إلا أنَّ ظاهرةَ الجوالاتِ في المساجدِ لا تزالُ


(١) المغني لابن قدامة ٢/ ٢٠٩.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>