للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيرًا وقال: «استوصوا بالنساء خيرًا .. » (١).

ونزل القرآن الكريم معليًا شأنهن ومؤكدًا حقوقهن من مثل قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} (٢).

بل نزلت سورةٌ كاملة من القرآن تحمل اسمهن، وتعالج قضاياهن ومع ذلك كله فهن موضعٌ للفتنة، وأول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، وخاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من النساء فقال: «ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء» (٣).

لا عجب والحالة تلك أن يكثر الحديث عنهن، وأن توضح الصورة المتميزة التي حددها الشرع لهن، ولا عجب أن يكثر الحديث عن المرأة في زمن كثرت أصوات الناعقين، وامتلأت الأجواء ضجيجًا وزورًا وباطلًا باسمهن ومخادعة لهن.

ومع كثرة اللقاءات والمؤتمرات التي عُقدت فيما مضى أو تعقد اليوم، أو يخطط لعقدها مستقبلًا، سواء ما يسر به أو يعلن على الملأ .. فإنا على ثقة أن هذه الصيحات الفاجرة الظالمة التي تنادي بتحرير المرأة ومساواتها وتدعو إلى خروجها واختلاطها، وتَئِدُ كرامتها وعفتها بعد نزع حجابها والتخلي عن حيائها .. إنا على ثقة أنها لن تؤثر- إن أثرت- إلا على صنفين من النساء، الصنفِ الأول: امرأة عفيفةٍ في نفسها، لكنها جاهلةٌ بحقوقها ومكانتها في


(١) متفق عليه، رياض الصالحين ص ١٤٠.
(٢) سورة آلة عمران، آية: ١٩٥.
(٣) صحيح الجامع ٥/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>