للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهجم على الله وعتا وبغى، وأهان حزب الإيمان من بني إسرائيل، والله تعالى يحفظ رسوله موسى وأخاه هارون- عليهما السلام- ويحوطهما بعنايته ويحرسهما بعينه التي لا تنام، ولم تزل المحاجة والمجادلة والآيات تقوم على يدي موسى شيئًا بعد شيء ومرة بعد مرة مما يبهر العقول ويدهش الألباب مما لا يقوم له شيء، ولا يأتي به إلا من هو مؤيد من الله، وصمم فرعون وملأه- قبحهم الله- على التكذيب بذلك كله، والجهد والعناد والمكابرة حتى أحل الله بهم بأسه الذي لا يرد، وأغرقهم في صبيحة واحدة أجمعين {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} (١).

فهل من مدكر؟ وكيف وقع الغرق؟ وما هي عاقبة الظلم والطغيان، وكيف نستفيد من قصص القرآن؟

تلك أسئلة مهمة، ومفتاح الإجابة عليها في أمثال قوله تعالى {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} (٢).

وفي قوله تعالى {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيًا وعدوًا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون} (٣).

وتأويل ذلك: أن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر صحبة موسى عليه السلام وهم فيما قيل ستمائة ألف مقاتل سوى الذرية- ويقال: إن إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام


(١) تفسير ابن كثير ٤/ ٢٢٠، ٢٢١.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٥٠.
(٣) سورة يونس، الآية: ٩٠ - ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>