فالمصيبة أن يظل المسلمون في سُبات نوم عميق فلا هم في ميدان الحضارة والتقدم المادي حققوا شيئًا يذكر، ولا هم في الجانب الروحي تمسكوا بعقيدتهم الحقة، وانطلقوا من تعاليمها يوالون ويعادون ويتعلمون ويعلمون، ويستعدون للمواجهة في حينها.
عباد الله! لقد مرت بالمسلمين فترة خدعهم عدوُّهم حين رسَّخ في أذهان بعض المسلمين أن التمسك بالدين والانتماء للعقيدة سبب في ضعف المسلمين وتأخرهم، وأن العلمنة والتحرر من المبادئ سبيل التقدم والرقي.
ومنذ راجت هذه الأفكار، والمسلمون يسيرون في بيداء مهلكة يتمرغون في أوحال الهزيمة، وينتقلون ما بين الذُّل والفرقة، والضعف والقطيعة، وعدوُّهم يسومهم سوء العذاب، يستعمر بلادهم، ويعبث بمقدساتهم، ويتلاعب بمقدراتهم، ويفتعل الحروب، ويذكي الخلاف بينهم.
إخوة الإسلام! حتى يظل المسلمون في وهدتهم وضعفهم، عمد الغرب ولا يزال يعمد إلى وصف المسلمين بالتعصب ويشوه -في إعلامه- صورة دينهم، ورُمي بالتطرف والأصولية ونحوها من الألقاب، أبناء الأمة المسلمة. والحقُّ أنهم هم المتعصبون، وهم المتطرفون في أخلاقهم وأفكارهم، هذا ويعترف ساستهم ومفكروهم بهذا التعصب ويقول غوستاف وبون ((لقد تجمعت العقدُ الموروثة، عقدُ التعصب التي ندين بها ضد الإسلام ورجاله، وتراكمت خلال قرون سحيقة حتى أصبحت ضمن تركيبنا العضوي)) (١).
أيها المؤمنون! يشهد الواقع المعاصر على تعصب الغرب الكافر وتطرفه،