للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل لقد ورد في تشنيع الربا وتعظيم جرمه قوله صلى الله عليه وسلم: «الربا سبعون حوبًا أيسرها أن ينكح الرجل أمه» (١).

يا أخا الإسلام وما بك حاجة إلى هذه المصائب والآثام، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟ يملأ بطنك القليل، ويشرق فمك بالكثير .. (وحين تتوكل على الله فسيرزقك كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا) (٢).

إنها معصية المال بل هما مصيبتان، كما قال يحيى بن معاذ مصيبتان لم يسمع الأولون والآخرون بمثلها للعبد في ماله، قيل وما هما؟ قال أيؤخذ منه كله ويسأل عن كله (٣).

يا مسلم احتط لدينك وتنبه لجمع مالك .. وإياك أن تأكل أو تطعم أهلك وذريتك الحرام أترغب أن ترد دعوتك؟ وفي الحديث أطب مطعك تستجب دعوتك.

لا يغرنك المفتونون .. ولا تكن ضحية للترويج والدعاية والإعلان .. ولا تنظر إلى الهالك كيف هلك ولكن انظر إلى الناجي كيف نجا .. لا تنطلي عليك الحيل .. ولا تغمض عينيك عن الردى .. ولا تصم سمعك عن داع الهدى .. ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ..

جعل الله مطعمك ومشربك حلالًا وكفانا جميعًا المتشابه والحرام ..


(١) رواه ابن ماجه بسند صحيح (صحيح الجامع ٣/ ١٨٦) وبأكثر من رواية.
(٢) رواه أحمد وغيره بسند صحيح (صحيح الجامع: ٥/ ٦٠).
(٣) (من خطبة الحفيل عن السندات ٣/ ٧/ ١٤٣٠ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>