للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} (١).

ثم يصيح بها آخر صيحة أخرى قائلًا: {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (٣٢) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (٢).

وما أحوج الأمة إلى الأستجابة للنداء المنادي {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ} (٣) رجال ينفضون عنها غبار الذُّل والهوان، ويقتلعون من القلوب مهابة الأعداء، ويرسّخون فيها خشية الله والتوكّل عليه وحده في حروبهم مع الأعداء، ويقولون لهم: {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (٤)، ويقولون لهم: {ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (٥).

ما أحوج الأمة في أزمان التشرد والضياع والغفلة والفساد إلى تجديد العهد مع الله وتحقيق العبودية له، وهنا ينعم الوجود بنماذج لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة.

تِلْكُم معاشر المسلمين من صيحات ونداءات رجال القرآن، وهي ومثيلاتُها إرثٌ لنا، وكنوزٌ من كنوز قرآننا، ودواءٌ لأسقامنا، وصدق الله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (٦).

{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (٧).

اللهم انفعنا بهدي القرآن، واشفنا بشفاء القرآن، واجعلنا من أهل القرآن.


(١) سورة غافر: الآية ٣٩.
(٢) سورة غافر: الآيتان ٣٢، ٣٣.
(٣) سورة يس: الآيتان ٢٠، ٢١.
(٤) سورة المائدة: الآية ٢٣.
(٥) سورة المائدة: الآية ٢١.
(٦) سورة الإسراء: الآية ٩.
(٧) سورة الإسراء: الآية ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>