للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صدق العبودية، والتحرر من الدنيا، والخوف والاستعداد ليوم المعاد .. أولئك الذين قال الله عنهم وأثنى عليهم بقوله: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (٣٧) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (١).

إخوة الإسلام: إن الحديث عن رجال القرآن حديثٌ تستعذبه النفوس وتتقوى به الهمم، ويؤصل معاني الرجولة الحقة.

يا قارئ القرآن: كم تشُدُّك مواقفُ رجال القرآن؟ وماذا تملك من خصالِ رجال القرآن؟ هل تنتصر للحقِّ كما نصره رجال القرآن؟ وهل تدعو الخلق إلى الحق كما دعا من قبلُ رجالُ القرآن؟ هل تحبُّ أهل الحقِّ وتُدافع عنهم وتنصح لهم كما فعل رجالُ القرآن، وهل تستهين بالباطل وتكشف خطط المبطلين كما صنع رجال القرآن؟ أين أنت من رجال القرآن؟ الذين لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار.

إن قصص رجال القرآن تُتلى للعظة والاعتبار، ويُذكَّر بها المسلمون في كل زمانٍ ومكان ما بقي قارئٌ للقرآن.

وهنا نطرح السؤال وندعُ لكل مسلم ومسلمةٍ الإجابة على السؤال .. والسؤال يقول: ماذا تثير فينا قراءة مواقفِ رجالِ القرآن؟ وهل نُعيد قراءتها اليوم نحن أحوجُ ما نكونُ إلى هدي القرآن؟

عباد الله: ألا ما أحوج الأمة إلى من يصيح بها قائلًا: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ


(١) سورة النور: الآيات ٣٦ - ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>