ولا يعلم إلا اللهُ ما مصيرُها وما حالُ هذه الأُسر في حال نشوبِ حربٍ جديدةٍ تُستخدَمُ فيها الآلاتُ الحربيةُ المدمِّرةُ من قِبَل الحلفاءِ! !
إن المراقبين يتوقَّعون نزوحَ ملايينِ اللاجئينَ على حدودِ أفغانستانَ .. بل إنهم استَبَقُوا الأحداثَ .. وشاهد الناسُ نماذجَ لهؤلاء اللاجئين المهاجرين وهم يتدفَّقونَ بحثًا عن الملجَأ والغذاءِ، وكم هي مأساةٌ حين تَعجِزُ دولُ الحدودِ عن استيعابِ هؤلاءِ المهاجرين فتمنعُهم من الدخول إلى أراضيها .. وهم لا يَجِدُون ما يأكلون أو يستظلُّون به في بلادِهم .. فيكون الموتُ الجماعيُّ وحَتْفُ الأنفسِ مصيرًا بائسًا لعددٍ من هؤلاءِ المهاجرين اللاجئين المسلمين.
والمأساةُ أعظمُ حين تَنشَطُ المؤسَّساتُ الإغاثيةُ التنصيرية لاستقبالِ هؤلاء فتُؤوِيهم وتدعمُهم باليدِ وتُنصِّرُهم أو على الأقل تُفسِدُ عليهم إسلامَهم باليد الأخرى -وقد سمع العالَمُ عن عددٍ من هذه الهيئاتِ بدأتْ تستعدُّ للإغاثة في أعقابِ الحرب .. وعجبًا لهذا التناقضِ، فالذي يضربُ ويُحدِثُ الأذى وينشئ الفقراءَ هو الذي يطعمُ ويُؤْوي ويَظهرُ في أعين البسطاء وكأنه المنقذُ من المأزق .. والمتقدِّمُ حين تأخَّرَ الآخرون.
إن المسلمين أَوْلى بإخوانِهم المسلمين في حالِ السِّلْم أو في حالِ الحرب إذا ما وُجِدَت الحاجةُ عند أحدٍ من إخوانِهم المسلمين بشكلٍ عامّ، فكيف إذا اشتدَّتِ الحاجةُ للمساعدة.
إنَّ التقاريرَ تقولُ: إنَّ أعلى معدَّلٍ لوفياتِ الأطفال في أفغانستانَ وسيراليون وموزمبيق .. ووَفْقًا لتوقُّعات مسئولين بمكاتبِ الأممِ المتحدةِ في إسلام آباد فإن ما بين خمسةِ إلى ستةِ ملايين أفغانيٍّ معرَّضين لخطرِ المجاعة، ونِسَبُ الأطفالِ