للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهم عالية، بل إن ثُلثَ الأطفال دون سنِّ الخامسة.

وتشيرُ التقارير كذلك إلى أن مخزونَ الغذاء والدواء في حالِ حدوثِ ضربةٍ لأفغانستان لن يكفيَ الشعبَ الأفغاني إلا لأسبوعٍ فقط، وسواءٌ صحَّت هذه التقاريرُ أو لم تصحَّ فنحن على ثقةٍ بأن الله هو الرزّاقُ ذو القوةِ المتينُ وأنه المُحْيي والمميتُ .. لكن يا أُمةَ القرآن ماذا نقولُ لرِّبنا إذا سألَنا عن موتِ هؤلاء الأطفالِ المسلمين ونحن قادرونَ على إغاثتِهم؟ هذا في الآخرة .. أمَّا في الدنيا فماذا سيقولُ العالَم عنا -معاشرَ المسلمين- ونحن نتركُ هؤلاءِ الأطفالَ يموتون حتفَ أنفهم .. ولربما سبقتْ إلى استبقاءِ حياة بعضِهم مؤسَّساتٌ لا تَمُتُّ للإسلامِ ولا للمسلمين بأدنى صِلَة.

إن أمريكا أرادت أن تُحرِجَ العالمَ بضربتِها العسكرية، وذلك حين بدأتْ تجمعُ التأييدَ من دولِ العالم -بما في ذلك العالَمِ الإسلاميّ- لضربِ أفغانستان، وهي تُصِرُّ بل ترضى اشتراكَهم بأيِّ شكلٍ من الأشكال، وهي اليومَ تُحرِجُهم في التقدم لإغاثةِ اللاجئين والمهاجرين الأفغان، إذ تُعلِنُ الأُممُ المتحدة عن توجُّهِها لجمع ٥٨٤ مليونَ دولارٍ من المساعداتِ لمنعِ وقوع كارثةٍ إنسانيةٍ في أفغانستان، وقد وعدَتْ أمريكا بتقديمِ حصَّتِها من هذه المساعدات، وأعلَنتِ اليابانُ عن تحمُّلِها عشرين بالمائة ٢٠% من المبلغ المعلَن من قِبَل الأمم المتحدة.

وكأنَّ أمريكا أرادت أن تُشرِكَ العالمَ كلَّه بمُصابِها، وباسمِ محاربةِ الإرهاب وتحقيقِ العدالة؟ وأين جِدِّيتُها في هذه الدعوى في منعِ الإرهاب اليهوديِّ في فلسطين، وأين عدالتُها في التعاملِ مع قضايا المسلمين، وهي التي صنعتْ ما صنعت في (تيمورا الشرقية) في أندونيسيا، وما نسيَ العالمُ العربيُّ والإسلاميُّ ضربَها لمصنعِ الأدويةِ في السودان، وما نسوا مواقفَها المُشينةَ مع الصِّرب

<<  <  ج: ص:  >  >>